بين أخذ ورد على تويتر حول حقيقة وجود فيروس كوفيد 22 جديد أم تحور لفيروس كوفيد 19 فقد أجمع الجميع بمن فيهم المتخصوص على أن الحماية الجماعية بأخذ اللقاحات وتوزيعها بعدالة هي السبيل الوحيد للخلاص من هذا الفيروس على اختلاف مسمياته وتحوراته.
فقد ذكرت مجلة «نيوزويك» الأمريكية أن مستخدمين أمريكيين لموقع التواصل الاجتماعي عبروا عن قلقهم عبر تغريدات مما عدّه البعض نوعاً جديداً من فيروس «كورونا» أطلق عليه «كوفيد22».
وأوضحت المجلة أن هذا المصطلح يبدو أن الذي صاغه هو ساي ريدي؛ أستاذ المناعة بجامعة بازل بسويسرا، حيث ناقش في مقابلة مع صحيفة «Blick» الناطقة بالألمانية احتمالية ظهور متحورات من فيروس «كورونا» في المستقبل، وأنها من المحتمل أن تكون أسوأ من تلك التي شهدها العالم حتى الآن؛ وهو مصدر قلق معقول عبر عنه آخرون أيضاً.
وتابعت المجلة أن ريدي وصف المتحور «دلتا» بأنه «لم يعد كوفيد19»، وبدلاً من ذلك أشار إليه باسم «كوفيد21».
وأضاف: «في المرحلة التالية من الوباء عندما يصبح الفيروس أكثر عدوى أو تطوراً ستكون هذه مشكلة كبيرة في العام المقبل؛ فيمكن أن يصبح (كوفيد22) أسوأ مما نشهده الآن» وفق الشرق الأوسط.
وقالت «نيوزويك» إن وسائل الإعلام التقطت عناوين الحوار وحذرت من متحور جديد يسمى «كوفيد22» يمكن أن يكون أسوأ من «دلتا»، لكن البروفسور جيريمي روسمان، المحاضر في علم الفيروسات بجامعة «كِنت»، قال إنه من الخطأ تسمية متحورات «كوفيد» بهذه الطريقة، وقال إنه لا يوجد شيء اسمه «كوفيد22».
وقال روسمان لـ«نيوزويك»: «لم يتم تحديد معايير المتحور الجديد الذي يسمى (كوفيد22) حالياً، ومع ذلك، من المحتمل أن يكون هذا نوعاً جديداً من الفيروس وليس مجرد متحور جديد». وتابع: «لدينا نوع واحد من (كوفيد19) في الوقت الحاضر».
وأضاف: «حتى مع المتحورات الحالية؛ لم يحدد العلماء طفرة جينية تسببت في أن يصبح الفيروس نوعاً جديداً تماماً تصبح معه مصطلحات مثل (كوفيد21) و(22) ضرورية» وفق صحيفة الشرق الأوسط.
.
ووصف مارك هاريس، الأستاذ في «كلية البيولوجيا» بـ«جامعة ليدز» مصطلح «كوفيد22» بأنه «غير دقيق»، وقال: «هو اختصار لمرض فيروس (كورونا)، والفيروس الذي يسببه».
وقال إن المتحور «دلتا» ليس فيروساً جديداً، وأكد أن أي متحور جديد سيكون من الفيروس نفسه.
ولفتت المجلة إلى أن ريدي أوضح في تصريح لها أنه لم يتوقع مثل رد الفعل هذا على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال: «أنا بالطبع أوافق على أن الاستخدام الصحيح للمصطلح هو (كوفيد19)».
وأضاف: «للأسف لم أدرك أن استخدامي مصطلح (كوفيد22) سيؤدي إلى رد الفعل هذا»، وتابع: «ما قصدت أن أنقله هو أنه مع تطور الفيروس يجب أن يتطور تفكيرنا حول كيفية التعامل مع الوباء».
وقال إن الدول قد تنقلت بين تطبيق الإغلاقات الصارمة، وتخفيف الإجراءات، وفي بعض الحالات عادت إلى الإغلاق الصارم مرة أخرى.
وأضاف: «الآن بينما نبدأ التفكير في عام 2022، نحتاج مرة أخرى إلى التفكير في كيفية التعامل مع (كوفيد19)، وأفكاري توضح أن زيادة التطعيم أهم أولوية».
من جانبه، قال روسمان: «بصرف النظر عن المصطلحات؛ فإن المخاوف بشأن المتحورات المستقبلية حقيقية للغاية»، وأكد لـ«نيوزويك»: «بغض النظر عن التسمية، فهناك خطر حقيقي من المتحورات المستقبلية… في كل مرة يصيب فيها الفيروس شخصاً ما؛ فإنه يتغير قليلاً».
وتابع: «منذ بداية الوباء، شهدنا تغير الفيروس؛ فقد أصبح أكثر قابلية للانتقال. وفي الآونة الأخيرة، رأينا متحورات بدأت إلى حد ما في التملص من الحماية التي توفرها اللقاحات».
وكذلك قال هاريس إن الناس يجب أن يكونوا قلقين بشأن المتحورات المستقبلية، وإن ضمان المساواة في الحصول على اللقاحات في جميع أنحاء العالم من شأنه «تقليل انتشار الفيروس، وبالتالي تقليل فرص ظهور متحورات جديدة».
المصدر: البيان