“البريك” أكلة تونسية لا تغيب عن موائد التونسيين المسلمين، خلال شهر رمضان، ولكنّها تشكّل أيضا أحد أهمّ المقبلات التي يتفّنن في إعدادها يهود تونس على مدار العام.
ويشهد محل البريك لإسحاق، في جزيرة جربة جنوب شرقي البلاد، إقبالا أكثر من غيره على هذه الأكلة، ولا سيما تزامنا مع حجّ اليهود لمعبد الغريبة بهذه الجزيرة الساحرة.
https://www.youtube.com/watch?v=9xxlmKzTcdI
عرف التونسي اليهودي، هاشير عشوش، بمهارته العالية في إعداد أكلة “البريك” التونسية، فهو يمارس هذه المهنة منذ عشرين عاما أو يزيد، في محله الواقع وسط منطقة الحارة بجزيرة جربة، وهي أهمّ مركز لتجمّع اليهود التونسيين في هذه الجزيرة السياحية الواقعة جنوب شرقي تونس.
والبريك هي ورقة ملسوقة محشوة بخليط من البيض والبطاطا والهريسة والبقدونس وقد تضاف إلى هذا الخليط التون وبعض التوابل…
وتعرف أكلة البريك رواجا كبيرا داخل كل العائلات في تونس، لا سيما في موسم الحجّ اليهود إلى كنيس الغربية بجزيرة جربة.
اقترن رواج هذه الأكلة الشعبية، في منطقة الحارة الكبيرة، باسم اليهودي التونسي هاشير عشوش، فالجميع يعرف أنه أمهر صانع للبريك في جربة، وزوّاره من المسلمين قبل اليهود.
ويبدو شكل البريك اليهودي غير مختلف كثيرا عن شكل البريك المعتاد الذي يصنعه مسلمو تونس، لكن بمجرد تذوّقه تتضح خصوصيّة طبخه.
وحسب هاشير (60 عاما)، فإن “الاختلاف الأول بين البريك الذي يصنعه المسلمون والذي يصنعه اليهودي، هو أن المسلمين يعدون الورقة الملفوفة من الفرينة (فصيلة من القمح اللين) والسميد الأرطب (مسحوق دقيق للقمح)، بينما يصنع اليهود الورقة بالفرينة والماء فقط”.