تونس 11 أغسطس 2021 (شينخوا) تواصلت اليوم (الأربعاء)، في تونس، ولليوم الثاني على التوالي، موجة الحر القياسية التي لم تعرف البلاد مثلها منذ عشرات السنين، ترافقت مع تسجيل سلسلة من الحرائق الهائلة في غرب البلاد وشمالها، وكذلك أيضا في الوسط.
وقال المعهد الوطني التونسي للرصد الجوي، إن درجات الحرارة تواصلت اليوم مُرتفعة جدا وفي مستوى الأرقام القياسية بأغلب الجهات حيث يُتوقع أن تتراوح القصوى منها بين 40 و48 درجة”.
وأشار إلى أن موجة الحر هذه التي بدأت أمس (الثلاثاء) تم فيها تسجيل أرقام حر قياسية في عدد من المدن لم تعرفها منذ العام 1999 ، منها تسجيل رقمين قياسيين بالشمال الغربي، الأول بولاية جندوبة (49 درجة)، والثاني بباجة غرب البلاد (48.8 درجة).
وترافقت هذه الموجة مع تسجيل سلسلة من الحرائق في المناطق الغابية بغرب البلاد وشمالها، وكذلك أيضا في ولاية القيروان (وسط)، ونابل بشمال شرق البلاد، تسببت في إتلاف مئات الهكتارات من الغطاء النباتي.
وبحسب العميد صالح القربي، رئيس قاعة العمليات المركزية بالحماية المدنية (الدفاع المدني)، فإنه تم اليوم (الأربعاء) وأمس (الثلاثاء) تسجيل 297 حريقا منها 20 حريقا اندلع بمناطق غابية في 8 ولايات في البلاد منها “نابل” و”جندوبة” و”سليانة” و”بنزرت”.
وأوضح في تصريحات إذاعية بُثت اليوم، أن تم حتى الآن إخماد 8 حرائق بالمناطق الغابية، فيما تتواصل الجهود لإخماد 12 حريقا، علما وأنه تمت السيطرة بنسبة 90 % على 10 منها.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن حرائق هائلة اجتاحت بعد ظهر اليوم مناطق غابية في منطقتي “عين الدبة” و”الفوازعية” من ولاية جندوبة بغرب البلاد، ساهمت قوة الرياح في امتدادها، لتصل إلى المنازل الأمر الذي تسبب في انفجار عدد من قوارير الغاز المنزلي مما زاد في قوة النيران.
وأجبرت هذه الحرائق فرق الدفاع المدني والحرس الوطني (الدرك) على إجلاء سكان المنطقتين في عملية حضرها والي جندوبة، علي المرموري الذي وصف في تصريحات إذاعية الوضع في ولايته بـ” المقلق للغاية”.
ومن جهته، دعا محمد بوفروة، المدير العام للغابات، سكان المنطقتين إلى إخلاء منازلهم بما في ذلك سكان المناطق الأخرى البعيدة عن المنطقتين، حتى يتسنى التدخل السريع لتطويق ألسنة اللهب وإخماد الحرائق.
وكان العميد عادل العبيدي، المدير الجهوي للحماية المدنية (الدفاع المدني) بجندوبة قد قال إن الحرائق عادت إلى الانتشار بشكل كبير خاصة بمناطق “الفروحة” و”الفوازعية” و”عين البية”.
وأشار إلى أن النيران وصلت إلى معظم التجمعات السكانية وأن الجهود تتم حاليا لإجلاء الأهالي وحيواناتهم وممتلكاتهم، لافتا إلى أن الخسائر المادية والغابية كبيرة.
إلى ذلك، أطلق أهالي منطقة “القليعة” من ولاية القيروان بوسط البلاد، اليوم، نداءات استغاثة بسبب اقتراب النيران من منازلهم ومواشيهم جرّاءِ الحريق المتواصل منذ يومين رغم جهود فرق الدفاع المدني لإخماده.
أما في ولاية بنزرت بأقصى شمال البلاد، فإن الحرائق التي شهدتها خلال يومي (الاثنين) و(الثلاثاء) الماضيين، أتت على أكثر من 150 هكتارا من النسيج الغابي المتنوع، حَسَبَ ما ذكره، اليوم العميد كمال المليتي، المدير الجهوي للحماية المدنية (الدفاع المدني) ببنزرت.
وأضاف أن ولاية بنزرت شهدت اندلاع 9 حرائق أخطرها الحريق الذي اندلع أمس في جبل الناظور بمنطقة غار الملح، والذي مازالت فرق الإطفاء تعمل على تطويقه.
وأكد زهير بن سالم، رئيس قسم حماية الغابات وصيانة المعدات والتجهيزات الغابية بالإدارة العامة للغابات، في تصريح بثته مساء اليوم وكالة الأنباء التونسية الرسمية، أن “معظم الحرائق المسجلة في البلاد خلال هذه الفترة هي بفعل بشري، باعتبار أن الحرائق التي تندلع تلقائيا، لا تتجاوز نسبتها 4 %” .