لا ينبغي أن يكون هناك أدنى شك في أن لقاحات فيروس كورونا تنقذ أرواح الكثيرين.
وعندما نلقي الضوء على بعض الإحصاءات الحديثة من المملكة المتحدة، نجد أن دراسة تتبعت أكثر من 200 ألف شخص قد وجدت أن كل مشارك تقريبًا قد كون أجسامًا مضادة للفيروس في غضون أسبوعين من الحصول على الجرعة الثانية من اللقاح.
وعلى الرغم من المخاوف الأولية من أن اللقاحات الحالية قد تكون أقل فعالية ضد سلالة “دلتا” من وباء كورونا، تشير تحليلات إلى أن لقاحي أسترازينيكا وفايزر بيونتيك يقللان معدلات نقل المرضى للمستشفيات بنسبة تتراوح بين 92 و96 في المئة.
وعلاوة على ذلك، أكد العديد من الممارسين الصحيين أن مخاطر الآثار الجانبية الشديدة للقاح ضئيلة مقارنة بمخاطر المرض نفسه.
ومع ذلك، لا يزال عدد كبير من الناس مترددين في الحصول على اللقاحات.
لحسن الحظ، بدأ العلماء في دراسة تردد الناس في الحصول على اللقاحات قبل وقت طويل من اكتشاف فيروس كورونا لأول مرة في ووهان في ديسمبر/كانون الأول 2019، واستكشفوا نماذج مختلفة تحاول معرفة الاختلافات في السلوك الصحي للأشخاص. ومن بين أكثر النماذج الواعدة في هذا الشأن نموذج يأخذ في الاعتبار العوامل النفسية التالية:
–الثقة: ثقة الشخص في فعالية اللقاحات وسلامتها، والخدمات الصحية التي تقدمها، وصناع السياسات الذين يقررون طرحها
–القناعة: ما إذا كان الشخص يعتبر المرض نفسه خطرًا للغاية على صحته أم لا
–الحساب: مشاركة الفرد في البحث الشامل عن المعلومات التي تجعله يوازن بين مخاطر وفوائد الحصول على اللقاح
–القيود (أو الملاءمة): مدى سهولة وصول الشخص المعني إلى اللقاح
–المسؤولية الجماعية: الرغبة في حماية الآخرين من العدوى، من خلال التطعيم الشخصي
ويتعين علينا أن نتذكر أن هذه الميول النفسية شائعة للغاية. وحتى لو كنت ممن وافقوا على الحصول على اللقاح، فمن المحتمل أن تكون هذه العوامل النفسية قد أثرت على اتخاذك للقرارات في العديد من مجالات الحياة الأخرى.