اليمن، 4 يوليو 2021 (شينخوا) في اليمن، تنتشر شجرة سالفادورا بيرسيكا، والمعروفة باسم شجرة السواك، على طول السهل الساحلي الحار والجاف للبحر الأحمر، حيث يستخدم الكثير من الناس جذورها لتنظيف الأسنان وتعمل آلاف العائلات في استخراجه وبيعه كمصدر دخل منذ سنوات قبل اندلاع الحرب الأهلية.
غرق اليمن في الحرب الأهلية منذ أواخر عام 2014 عندما سيطر المتمردون الحوثيون على عدة مدن شمالية وأجبروا الحكومة المعترف بها دوليًا على الخروج من العاصمة صنعاء، الأمر الذي دمر اقتصاد البلاد ودفع الملايين إلى حافة المجاعة.
وقال نايف عبده الجعيدي، من سكان منطقة ميدي بمحافظة حجة الشمالية، لوكالة أنباء ((شينخوا)): نعمل لساعات لجمع حفنة من الجذور ونبحث أولاً عن الجذور المناسبة بالقرب من السطح، ثم نحفر حفرة واسعة بعمق متر واحد تحت الشجرة وأخيراً نبيع الجذور للمحلات والباعة المتجولين.
وأضاف: “ازدهرت أعمالنا في السنوات التي سبقت الحرب، لكن الحرب أعاقت كل شيء وأجبرتنا على الفرار من منازلنا عدة مرات وتسببت في إغلاق العديد من الأسواق والطرق داخل المدن وفيما بينها… لقد حولت الحرب حياتنا إلى جحيم”.
وأكد الجعيدي قائلا: “لقد كنا نبيع كميات كبيرة في جميع الأسواق، لكن بعد اندلاع الحرب وانعدام المشتقات النفطية وارتفاع أسعار حركة المواصلات أصبح معظم ما نجمعه من أعواد السواك مكدس في بيوتنا”.
الجعيدي وإخوته وعائلاتهم يبدأون عملهم في الصباح أو في وقت مبكر من المساء هربًا من حرارة الصيف التي تصل إلى 40 درجة مئوية ظهراً حيث أنهم يقطعون الجذور التي تبدو على شكل أغصان رفيعة الشكل ولها لحاء رطب ذو رائحة عطرة، ثم يدفنون الحفر للسماح للشجرة بالاستمرار في النمو.
ثم يقومون بتقطيع الجذور إلى أعواد قصيرة ويقشرون النهاية العلوية على شكل فرشاة وهذه الفرشاة الطبيعية المسماة السواك في اليمن جاهزة الآن للبيع. وقال عيسى يحيى متنبك، بائع متجول وعائل أسرة مكونة من عشرة أفراد، لـ وكالة أنباء ((شينخوا)): أنا اتعب كثيرا من المشي على الاقدام لمسافات بعيدة إلى الأسواق والمساجد والطرقات العامة وغيرها من الأماكن من أجل بيع حزمة السواك.
وأضاف: “الأسعار في ارتفاع متواصل، وبالكاد أبيع حزمة السواك وأجني ما يعادل نحو دولارين في اليوم وهذا المال لا يكفي لشراء وجبتين في اليوم لعائلتي”. وقال مسؤولون في السلطة المحلية في ميدي بأنه لا تتوفر لديهم إحصائيات عن حجم تجارة أعواد السواك أو عن المشتغلين فيها وأيضا لا يوجد هناك إحصائيات منشورة على مواقع الحكومة اليمنية في شبكة الأنترنت.
وتوقف أنس الجندي ليشتري سواك: ويقول دائما أشتري السواك.. لأنه رخيص الثمن ، بينما يشير هيثم العامري، صاحب صيدلية في ميدي: أشتري السواك لأنه رخيص وسهل الاستخدام ومتوفر هنا كثيرا. ويكافح عبده باري، 55 عامًا، في حقل أخر لجمع حزمة من جذور السواك هو وصديقه أبكر أحمد زيلع.
وقال باري لوكالة أنباء ((شينخوا)): “نجمع بعض الجذور الآن وبالكاد نبيعها لم يعد هذا العمل مجديًا بعد اندلاع الحرب التي تسببت بارتفاع أسعار الوقود والمواصلات وإغلاق العديد من الأسواق والطرق الرئيسية بين المدن… لقد أصبح الوضع صعبًا للغاية”.
وأضاف زيلع “جذور السواك موجود بكميات كثيرة وجودة عالية هنا، لكن كل ما نجمعه نكدسه في بيوتنا بسبب الحرب وانقطاع الطرق وارتفاع أسعار المواصلات… لقد غيرت الحرب كل شيء وحولتنا إلى عاطلين عن العمل”.
وأشار زيلع، وهو أب لخمسة أطفال إلى أن : “طفلته زينب مصابة بسوء تغذية حاد وأصبحت لا تقوى على المشي أو الجلوس، وأنا لا أملك المال لعلاجها… ليس لدي عمل ولا مال ولا دواء ولا طعام… أطفالي يذهبون إلى النوم وهم يتضرعون جوعا ” .